Uncategorized

أبرز ما تناولته الصحف اليوم

أبرز ما تناولته الصحف اليوم

كتبت النهار

تلقت مبادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الكثير من السهام، ونالت نصيبها من الانتقادات المباشرة وغير المباشرة، لاعتمادها طريقة الامتحان لنواب الامة اللبنانية، وهي امة ترد في نص القسم الرئاسي ليس اكثر، اذ لا مقومات تجعل من اللبنانيين امة واحدة. وبعيدا عن هذا الموضوع الجدلي بالتأكيد، فانه يمكن النظر الى مبادرة لودريان بطريقة مختلفة، والتساؤل عن الاسباب التي دفعته الى هذا الخيار، غير اللائق بالتأكيد، والذي لا يراعي الاصول المعتمدة في ما بين الدول.

لكن ثمة امور يمكن ان تبرر هذا التصرف. اولها ان لبنان لا يحترم الاصول في كل تعاملاته مع الدول، وهو اصلا يترك المجال، لكل سفير وموفد، لتخطي البروتوكول، والتدخل في كل كبيرة وصغيرة، من دون احترام السيادة الوطنية. ويدلي السفراء والموفدون بارائهم في كل شاردة، بل ان كلماتهم مسموعة، اكثر من اصحاب السلطات في البلد.

ثانيا، ان لبنان لا يتفق ابناؤه ومكوناته على اي خطة او مشروع، بل يطلبون وينشدون الوساطات الخارجية، والوصايات، غربا وشرقا، ما يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية، وعدم احترام الاصول.

ثالثا، والاهم، ان السياسيين اللبنانيين يفتقد اكثرهم الصدقية. ويدرك العالم هذا الامر نتيجة تقلباتهم في المواقف والتحالفات، وبالتالي فان وعودهم الشفهية باتت غير كافية اطلاقا، ولا يمكن الركون اليها، اذ سرعان ما يتنصل اكثر من طرف من تعهداته، ويصدر بيانات يعتبر فيها ان الموفد او غيره، فهموا الاجابة والتعهد في غير معناه الدقيق، وبالتالي يمكن العودة عنه، خصوصا ان بعض النواب يطلقون مواقف يغضب لها رؤساء الكتل والاحزاب فيبادرون الى التنكر لها قبل صياح الديك. والكل يذكر كيف سقط “اعلان بعبدا” بعدما تم التصويت عليه من الجميع على طاولة حوار مسجلة حواراتها.

امام هذا الواقع الاليم، ربما وجد جان ايف لودريان ان لا مفر من امتحان خطي، وتعهدات خطية، وموقعة من اصحابها، يمكن العودة لمواجهتهم بها، عند اول استدارة. من هذا المنطلق، يقع اللوم على السياسيين لا على الموفدين الذين اتعبتهم ايضا وحول السياسة اللبنانية. وبدل ان تلام فرنسا على مسعاها، تشكر لانها لا تزال تسعى الى مساعدة اللبنانيين، سواء اصابت او لم تصب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى